التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

ترجمة الشيخ عبدالله القصيّر

شرح كتاب عقيدة التوحيد للشيخ صالح الفوزان

آخر المشاركات

الصبر على المكاره والأذى

” بسم الله الرحمن الرحيم  ‌أ- حقيقة الصبر وأنواعه: الصبر خُلُق من أخلاق النفس الفاضلة، وقوة من قواها التي بها صلاحها، وقوام أمرها في العاجل والآجل. وأصله: الحبس، وله معنيان: أحدهما لغوي: وهو حبس النفس عن الجزع والجهل والسفه، ونحو ذلك مما لا تليق نسبته إلى العاقل. ثانيهما: ديني شرعي: وهو حبس النفس على موافقة الشرع، وترك ما يخالفه من الأقوال والأعمال والأحوال على وجه التقرب إلى الله تعالى، رغبةً في ثواب الله تعالى، وحذرًا من عقابه، وهو أنواع: فالأول: صبر على ما أمر الله تعالى به من الطاعات: مع ما قد يلحق العبد من مشقة بعض العبادات لتكرارها كالصلاة، أو لمشقة بذلها على النفس كالزكاة، أو لكلفة مباشرتها كالصيام، أو إيذاء الناس للشخص بسببها كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو لخطر على البدن أو النفس كالحج والجهاد في سبيل الله.  قال تعالى في الدعوة إلى التوحيد والنذارة من الشرك: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ *  وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ﴾، وقال تعالى بشأن الصلاة: ﴿ وَ...

الزكاة

* تعريف الزكاة الزكاة لغة: النماء والتطهير، بمعنى: الزيادة والطهارة، يُقال: زكا الزرعُ إذا نَمَى وزَادَ وكَثُر رِيعُه، وزَكتِ النفقة إذا بُورِك فيها. ولفْظُ الزكاة يدلُّ على الطهارة التي هي سببُ النمو والزيادة؛ فإنَّ الزرعَ لا ينمو إلاَّ إذا خَلُص من الدَّغَل. وهي شرعًا: حقٌّ معلوم واجبٌ في مالٍ بشروط، لطائفة مُعيَّنة، في وقت مُحدَّد. حكم الزكاة ومنزلتها من الدِّين: الزكاة فريضةٌ عظيمة من فرائض الإسلام، وهي الركن الثالث من أركانه، فهي آكدُ الأركان بعد الشهادتين والصلاة. وقد تَظاهرتْ على وجوبها دلائلُ الكتاب والسُّنة والإجماع؛ قال تعالى: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [النور: 56]، وثبتَ في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ النبي ﷺ قال: " بُني الإسلام على خمس: شهادة أنْ لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان " أخرجه البخاري (8). وأجمع المسلمون على رُكنيَّتها وفرضيَّتها، وصار أمرًا مقطوعًا به، معلومًا من الدِّين بالضرورة؛ حيث يُستغنَى عن الاحتجاج له. فمَن أنْكَر وج...